محمد العراقي عضو مبدع
المزاج : عدد المساهمات : 109 نقاط : 337 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/06/2009 العمر : 47
| موضوع: حمى الضنك... وباء في أكثر من 100 دولة الجمعة يونيو 26, 2009 2:49 pm | |
| حمى الضنك التهاب فيروسي يوجد في المناطق الاستوائية ويسببها اربعة انواع من الفيروسات من جنس Flavivirus ويشمل الانتشار الجغرافي أستراليا والأرجنتين وسنغافورة وماليزيا وتايوان وتايلاند وفيتنام واندونيسيا وهندوراس وكوستاريكا والفلبين، وباكستان، والهند، وسريلانكا، وبنغلاديش، والمكسيك، وجامايكا وبوليفيا، والبرازيل، وفنزويلا.. حمى الضنك تنتقل للانسان عن طريق نوع معين من البعوض ويدعى «Aedes aegypti» أو Aedes» albopictus» والتي تتغذى خلال النهار عكس البعوض الناقل للملاريا. تقول منظمة الصحة العالمية ان نحو 2.5 مليار نسمة «خمسي سكان العالم» في خطر من جراء حمى الضنك ويقدر أنه قد يكون هناك 50 مليون حالة من حمى الضنك في جميع أنحاء العالم كل سنة. ويشكل المرض الآن وباء في أكثر من 100 بلد. علما ان فيروس حمى الضنك لا ينتقل مباشرة من شخص إلى آخر ولكن ينتقل من خلال البعوض الناقل للمرض حيث تلدغ البعوض شخصاً مصاباً وتصبح بعدها معدية طيلة فترة حياتها التي تتراوح بين 15 إلى 60 يوماً. تضع أنثى بعوض «الايديس إيجبتاي» البويضات في المياه الراكدة وتمر تلك البويضات بمراحل نمو تستغرق 10 أيام تقريباً وتخرج بعدها بعوضاً بالغاً يعيش ويتكاثر في تجمعات المياه حتى لو كانت مستنقعات صغيرة مثل المياه المتجمعة حول النباتات والأشجار وفي المباني تحت الإنشاء وعلب المشروبات الفارغة والبراميل وخزانات المياه بالمساكن ومياه المكيفات الراكدة. ظهرت حمى الضنك في آسيا وافريقيا وامريكا الشمالية في عام 1780م بعد فترة قصيرة من التعرف على المرض ومسبباته وتسميته عام 1779م. وفي عام 1950م ظهر المرض كوباء في جنوب اسيا ومع بداية عام 1975م اصبحت حمى الضنك النزفية سببا في وفيات الاطفال.. في عام 1990م اصبحت حمى الضنك من اهم الامراض التي تنتقل عن طريق البعوض بعد الملاريا في وجود حوالي 40 مليون اصابة سنوية بحمى الضنك حول العالم حيث يحدث تفشي المرض كل خمسة او ستة اشهر.. في الارجنتين عام 2009م اصيب تقريبا مايقارب عشرة الاف شخص.
العلامات والأعراض يظهر المرض فجأة على هيئة صداع حاد وآلام في العضلات مع طفح جلدي. يبدو الطفح على شكل نقط حمراء صغيرة فاتحة اللون تظهر عادة على الاطراف السفلى والصدر وينتشر في بعض الحالات ليشمل معظم أنحاء الجسم. وقد يكون هناك أيضا التهاب المعدة مرتبط مع آلام البطن والغثيان والتقيؤ او الاسهال. بعض الحالات أعراضها خفيفة مما قد يؤدي الى تشخيص خاطئ لحمى الضنك خاصة في حال عدم وجود الطفح مما قد يساعد على انتقال وانتشار المرض بين المرضى الذين يعانون من حمى الضنك حيث يمكن أن ينقلوا العدوى عن طريق البعوض أو منتجات الدم. حمى الضنك تستغرق حوالي ستة إلى سبعة أيام تنخفض خلالها عدد الصفائح الدموية ويظهر نزيف على هيئة نقط صغيرة تحت الجلد.. في بعض المرضى الذين هم اصلا مصابون بتليف في الكبد يعمل فيروس حمى الضنك على نشوء سرطان الكبد مما يوحي ان هذا الفيروس له علاقة ايضا بفيروس التهاب الكبد من النوع «C».
التشخيص تشخيص حمى الضنك يمكن ان يتم سريريا كما يمكن الكشف عن الفيروس في المختبر. الصورة التقليدية للمرض هي ارتفاع درجة الحرارة والطفح مع نقص فى عدد صفائح الدم وخلايا الدم البيضاء. كما تظهر العلامات المرضية التالية: 1) صداع مستمر ودوار شديد وفقدان للشهية. 2) ميل للنزيف مع نزيف من الاغشية المخاطية واللثة وكدمات عفوية مع تقيؤ او اسهال دموي. 3) نقص في عدد الصفيحات الدموية. 4) تسرب البلازما وزيادة تركيز الدم. 5) نقص بروتينات الدم. 6) استسقاء في البطن. 7) في الحالات الشديدة يحدث ضعف في النبض. 8) آلام في المفاصل حيث يكون الألم شديدا جدا ومن ذلك ايضا اكتسبت حمى الضنك اسما آخر وهو حمى «العظم المكسور» كناية عن شدة الالم الذي يعاني منه المريض في بعض الحالات.
العلاج الغالبية العظمى من المرضى يشفون تماماً بدون أي مضاعفات وينصح المريض بالراحة التامة وملازمة الفراش. كما ينصح بملاحظة العلامات الحيوية من الحرارة والضغط وضربات القلب خاصة حتى اليوم السابع من ارتفاع درجة الحرارة وكذلك زيادة استهلاك السوائل لمنع الجفاف سواء عن طريق الفم او عن طريق الوريد. قد يحتاج المريض الى نقل الصفائح الدموية في حالات نادرة او حتى نقلا للدم في حالة النزيف الشديد. كما يجب ان يتجنب المريض استعمال الاسبيرين والذي يزيد الامر سوءا في زيادة النزيف لدى المصاب.. في الحالات الاسعافية اظهرت الدراسات ان بعض المضادات الفيروسية مثل علاج الريبافيرين يستطيع ان يمنع تكاثر الفيروس.. معظم الإصابات بحمى الضنك بسيطة وتختفي تلقائياً بدون مضاعفات خطرة ونسبة الوفاة منها تكون أقل من 1% وسبب الوفاة عادة يكون من جراء حدوث صورة شديدة للمرض تعرف باسم حمى الضنك النزفية والتي تؤدي إلى تهيج الأوعية الدموية مما يؤدي إلى تسريبها لمحتوياتها من خلايا الدم والبلازما والماء مما يسبب نزيفاً من الأنف واللثة والفم والأمعاء والكلى وترشح السوائل في الصدر والبطن وانخفاض نسبة البروتين في الدم.
في حالة عدم تلقي المريض المصاب بحمى الضنك النزفية للرعاية الطبية اللازمة وأهمها المحاليل الوريدية فإن المرض قد يتفاقم ويؤدي إلى صدمة تعرف باسم «متلازمة صدمة حمى الضنك» وترتفع نسبة الوفاة في هذه الحالة إلى حوالي 20% معظمها تكون بين الأطفال إلا إذا تم إعطاء المريض الرعاية الطبية اللازمة من المحاليل الوريدية وغيرها فعندها تنخفض نسبة الوفاة إلى أقل من 1%. كما ذكرنا انفا. الوقاية لا يوجد لقاح متاح تجاريا لحمى الضنك flavivirus. غير أن احد برامج التنمية الجارية في لقاح الأطفال حيث أنشئ في عام 2003م يهدف الى تسريع وتطوير واستحداث لقاح ضد حمى الضنك مكافحة البعوض له دور مهم في الحد من انتشار المرض ويوجد طريقتان للتحكم في ذلك الاول التحكم والقضاء على الناقل في مرحلة اليرقات حيث يتم البحث عن اليرقات في المياه الراكدة ورشها او القضاء على الناقل في مرحلة البعوض الكاملة وسائل وقائية لمنع لدغات البعوض مثل: استخدام بخاخات طاردة للبعوض على الأجزاء المكشوفة من الجسم كما يمكن استخدام الشبك في النوافذ لمنع دخول البعوض. | |
|