iraq man عضو مبدع
المزاج : عدد المساهمات : 204 نقاط : 574 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 01/06/2009 العمر : 44
| موضوع: لإنسان علة محيطه و آفة رقيه .... السبت يونيو 27, 2009 5:11 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على سيدنا وحبيبنا محمد رسول الله .
إن كل إنسان يحب أن يرى محيطه نظيفاً نقياً ، جميل المنظر ، طاهر المخبر . يسوده الأمن و الاطمئنان ، فلا أوساخ و لا قاذورات ، و لا ظلم و لا بغي و لا انحراف . بل إن جمال المحيط و نقاوته و أمنه و هدوءه هي المطالب الأساسية لمن يبحث عن السكن و يرغب في الحياة السعيدة بعيداً عن المثيرات و المشاغبات و ...
و لكن هذا الإنسان نفسه هو علة محيطه و آفة رقيه و ازدهاره . فهو الذي يملأه أوساخاً و قاذورات ، و يثير فيه القلاقل و المشاغبات ، يرتكب فيه الجرائم و الموبقات ، و يجعله عشاً للفساد و وكراً للدعارة ، و مغرساً للفتنة .
فمن الذي يشوه المحيط مادياً و معنوياً غير الإنسان ؟ و من الذي يكدر صفو الأمن و يحول الحياة إلى جحيم غير الإنسان ؟
هل المحيط مجرد الأرض و العمران و الحدائق و مرافق الحياة ؟ .............................. كلا ............................................................... إن المحيط هو هذه مع الإنسان.... أو ... هو الإنسان مع هذه . فالمحيط النظيف الجميل صورة منعكسة للإنسان : لوعيه و ثقافته و سلوكه و كرامته . و المحيط الوسخ ، القبيح المنظر صورة منعكسة للإنسان : لمهانته و انحطاطه و تأخره
فأين نظافة المحيط و نقاوته و ازدهاره إذا لم يكن الإنسان نظيفاً نقياً : نظيف الجسم و العقيدة و السلوك ، نقي النفس و الضمير و الفطرة .
إن محاولة تنقية المحيط التي لا تنفك أجهزة الإعلام تدعو إليها ، و ترغب فيها تظل محدودة الجدوى ، سطحية المفعول ما لم تتجه العناية إلى تنقية الإنسان و ترقيته ، تنقية عقله و قلبه و ضميره ، و ترقية أخلاقه و سلوكه .
فالواجب تعهد العقول و النفوس و الطباع بالتربية و التهذيب و الترويض .
و من هنا اهتم الإسلام الحنيف بالإنسان اهتماماً كبيراً لأنه في المحيط كالقلب في الجسد فكما أن القلب إذا صلح صلح الجسم كله ن و إذا فسد فسد الجسم كله ، فكذلك الإنسان إذا صلح صلح المحيط ، و إذا فسد فسد المحيط .
| |
|