iraq man عضو مبدع
المزاج : عدد المساهمات : 204 نقاط : 574 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 01/06/2009 العمر : 44
| موضوع: التورية من أساليب البلاغة فى اللغة ...فهل استخدمها القرآن؟ السبت يونيو 27, 2009 5:15 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
اسلوب التَّوْرِيةُ من أساليب البلاغة فى اللغة العربية التَّوْرِيةُ لغة : هو تغطية القَصْد بإِظهار غيره؛ يميل في كلامه إلى الغمز والتورية.
واما اصطلاحا ً: وهي أن يطلق لفظ له معنيان قريب وبعيد ويراد به البعيد منهما. وقد استعملها ابو بكر الصديق رضى الله عنه اثناء خروجه مع الرسول عليه الصلاة والسلام,وتعقبهم أهل مكة للقبض عليهما ,وحين سأله رجل : من أنت ومن هذا الذي معك, فقال : رجل يهديني السبيل, وقد فهم الرجل انه يدله الطريق,ولكن ابو بكر قصد أنه يهديه إلى الإسلام, وهناك من ينفي وجود التورية في القرآن, وفريق أخر يُقر وجوده ويطلقون علية الإبهام ومنهم : جلال الدين السيوطي وجلال الدين القزويني,
وقال القزويني : ان التورية دربان: مجردة ومرشحة؛ أما المجردة فهي التي لا تجامع شيئا ً مما يلائم المورى به أعني المعنى القريب، كقوله تعالى : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } طه5 وأما المرشحة فهي التي قرن بها ما يلائم المروى به إما قبلها كقوله تعالى :{وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }الذاريات47 والسيوطي قال في التورية أن يذكر لفظ له معنيان، إما بالاشتراك أوالتواطؤ أوالحقيقة والمجاز، أحدها قريب والآخر بعيد، ويقصد بالبعيد ويوري عنه بالقريب فيتوهمه السامع من أول وهلة. قال ابن أبي الأصبع في كتابه الإعجاز: ومنها قوله تعالى : {قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ } يوسف95 فالضلال يحتمل الحب وضد الهدى، فاستعمل أولاد يعقوب ضد الهدى تورية عن الحب ..... وفى قوله تعالى : { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً } يونس92 على تفسيره بالدرع، فإن البدن يطلق عليه وعلى الجسد والمراد البعيد وهوالجسد. قال: ومن ذلك قوله عند ذكر أل الكتاب من اليهود والنصارى حيث قوله تعالى :{وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ } البقرة145 ولما كان الخطاب لموسى من الجانب الغربي وتوجهت إليه اليهود وتوجهت النصارى إلى المشرق كانت قبلة الإسلام وسطاً بين القبلتين،قال تعالى:{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً } البقرة143 أي خياراً، وظاهر اللفظ يوهم التوسط مع ما يعضده من توسط قبلة المسلمين صدق على لفظه وسط ها هنا ، يسمى تعالى به لاحتمالها المعنيين، ولما كان المراد أبعدهما وهوالخيار صلحت أن تكون من أمثلة التورية. قال: وهي مرشحة تلازم المورى عنه وهوقوله تعالى { لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ } البقرة143فإنه من لوازم كونهم خياراً: أي عدولاً، والإتيان قبلهم من قسم المجردة ومن ذلك قوله تعالى : { وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } الرحمن6 فإن النجم يطلق على الكوكب ويرشحه له ذكر الشمس والقمر، وعلى ما لا ساق له من النبات وهوالمعنى البعيد له وهوالمقصود في الآية. ونقلت من خط شيخ الإسلام بن حجر أن من التورية في القرآن قوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ }سبأ28 فإن كافة بمعنى مانع.. أي تكفهم عن الكفر والمعصية، والهاء للمبالغة وهومعنى بعيد، والمعنى القريب المتبادر أن المراد جامعة بمعنى جميعاً، لكن منع من حمله على ذلك أن التأكيد يتراخى عن المؤكد، فكما لا تقول رأيت جميعاً الناس لا تقول رأيت كافة الناس. هذا قليل من كثير لايتسع المجال للخوض فيه فنكتفى بهذا القدر فى معنى التَّوْرِيةُ كأسلوب من أساليب البلاغة فى التعبير بلغتنا العربية الجميلة لغة القرآن الكريم . { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } الشعراء195 أأمل من الله أن أكون قد أوضحت،فإن أصبت فبتوفيق من الله, وان أخطات فمني و من الشيطان . | |
|