من الذي تغير الناس أم الدنيا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبنائيّ وبناتى وإخوتى أحبتى فى الله
عندما يجلس أولادى وأحفادى معى ليستمعوا منى القصص عن زماننا وزمن أبى وجدى الذي عشته في صغرى أو عن لعبنا التي كنا نلعبها , وعن أوقات فراغنا فيما كنا نقضيها .
أسعد كثيرا ولكن صدمتي تكون أكبر!!
حيث إن ماأقول عن زماننا يبدوعلى نقيض من زمانهم , بل بالنسبة له لايمكن أن يصدق حيث يبدو كالقصص الخيالية نسمعها دون تصديق , فأجدهم يستوقفوننى في كل كلمةأقولها ... متسائلين أفعلا كان زمانكم هكذا؟
أفعلا الناس كانت مترابطة لهذة الدرجة ؟
أفعلا كان الأمان يسودالأجواء ؟
أفعلا لم يكن هناك كراهية وحقد ولا غيرة ولا ظلم تعكرالأركان ؟
إلى هذة الدرجة كنتم تحبون بعضكم , أإلى هذة الدرجة كنتم
طيبين متسامحين ..
أفعلا الجار كان على جاره كأخية..
أتتكلم بصدق ياجدي !!
أفعلا كانت البراءة والعفوية كانت عنوان الطفولة .. والطيبة والإبتسامة والمساعدة سماتكم ..
أي زمان هذا .. لماذا تغير الناس .. ماالذي قلب حالهم في أعوام .. ربما تكون طويلة ولكن ليس بعذر يعتبر.
حيث زماننا نقيض زمانهم .
في زمانهم فقدت أسمى علاقة على وجه الأرض وهي الأخوة..
في هذا الزمن الأخ يبيع أخيه , في زمانهم الأخ لا يحن على أخية , الأخ يصل لدرجة قتل أخية ... بل الإبن يقتل أمه أو أباه
ربما من أجل نزوة شيطانية ... بل الأم أو الأب يقتل كل منهم أبناءه ربما أحيانا ً بحجة الخشية من الفقر ... ..!!! ؟؟؟؟
الكُل لايطيق الآخر و لا للحوار الطيب معه ...
إلا من رحم ربى .... فلمــــــــــــاذا؟
أمن أجل مال زائل .. أو لحظة غضب ..
لماذا أصبحت قلوب الناس كلها كراهية .. لماذا أصبح الحقد يتوسط صدور الناس بدل الطيبة .. لماذا لم نعد قادرين على مسامحة الغير مع إن الله سبحانة وتعالى يسامح عباده .. لماذا ترك الإنسان الطيبة والمحبة والود والمشاركة بالشر والكراهية والحقد والأنانية ..
إلى أي شيء وصلــــــنا ؟ ففى رأيكم من الذي تغير:
أهو الزمن نفسة ؟ أم الإنسان الذي تغير واين ضميره ؟أوالدنيا والعولمة التي طرأت على عالمنا وعيشتنا والتطورالذي حل بالدنيا وبالتالي أثر على الأنسان ؟ام برأيكم شي آخر؟
فى رأييّ الدنيا لم تتغير ولكن الناس هم الذين تغيروا أين زمن الصدق والوفاء والجارللجار كل هذا ذهب في هذه الأيام
كنا أطفال نركض نلعب ناكل ونشرب وكان لا يهم في أى بيت فى بيت فلان أوعند علان وجارنا فى مقام أبى وعمى وأخى و كان
من حقه توجيهى للنصح ومحاسبتي قبل أبى وأمى كنا نلعب مع عيال الحارة أحمد ومحمد وعلي وخميس ومعنا عائشة وفاطمة وسعدية ... ننام وناكل ونشرب ونلعب في حارة واحدة ومنطقة واحدة بيتنا لنا ولجيراننا وبيوت جيراننا بيوتنا وجيران جيراننا الكل واحد ...
وعندما تحين ساعة النوم ينادى علينا فالكل يستجيب فليس مسموح بتكسير الأمر والسهر أكثر من ذلك لكى تأخذ أجسادنا الصغيرة راحتها وصحتها حتى نستعيد نشاطنا فى الصباح
أما للذهاب جماعة للمدرسة كل منا ينتظر من يقاربه فى السن للذهاب سويا والعودة أيضا أو لو كنا فى الأجازة الصيفية نكون على موعد جديد مع اللعب والمرح البرئ
ناهيك عن ما كنا عليه رغم صغرنا من رجولة ونخوة وغيرة فكنا نتحول لوحوش عندما تتعرض أى بنت أو فتاة من جيراننا لأى معاكسة من أى حارة أو منطقة أخرى دفاعا ً عنها بكل ما نملكة من وسائل الردع ... فقد كان من العيب كل العيب أن يضايق
أو يعاكس الجار جارته .....
أقـُص ذلك لأبنائى وأحفادى فإجدهم فاغرين أفواههم
وكأن الطير على رؤوسهم أو فى عالم آخر
مع أنهم فى عصر التقدم العلمى و التكنولوجيا الحديثة وعالم الكمبيوتر والنت وأحدث وسائل الإتصال التى تحقق التواصل والتواجد فى أى لحظة والتى من المتفرض أنها تضيف للإنسان تميزا ً وللعقل تفتحا ًولكن ........ للأسف وبرغم ذلك .. ظهرت كل تلك الجرائم و العيوب والخطايا التى لم نكن نسمع عنها
ولا نعرفها فى زماننا الذى يطلقون عليه بغباءهم زمن الجهل والتخلف
فأين ذهب هذا الزمن الجميل بكل بساطته وعفويته وطيبته
المحببة للنفس
وهل فعلا صدق الشاعر عندما قال كلماتة الجميلة و المعبرة :
ألا ياليت الزمن يرجع ورى والليالي تدور
ويرجع وقتنا الأول وننعم في بساطتنا
زمان أول أحس إنهزمان فيه صدق وشعور
نحب ونخلص النية وتجمعنا محبتنا
زمن مافيه لاغيبة ولاحتى نفاق وزور
ياليته بس لو يرجع ونسترجع طفولتنا
صغار قلوبنا بيضة نعيش بعالما محصور
ولا نعرف أبدا أغراب ماغير عيال حارتنا
صحيح صغار في التفكير لكنماعلينا قصور
نخطط نكسر اللعبة وتسعدنا شقاوتنا
نروح المدرسة بدري ونضحك داخل الطابور
نحاول نزعج العالم بروحتنا وجيتنا
وعشان نأخر الحصة نخبي علبة الطبشور
نشاغب بس في الآخر تميزنا برأتنا
نحب الضحك والهيصة نحب النط فوق السور
نفرفش وليه مانفرفش مادام الضحك عادتنا
ولكن دارت الأيام وبان الخافي المستور
وصار الهم متعلي على قمة سعادتنا
كبرنا وصارت الدنيا تصف أحزاننا بالدور
وتهدينا الألم والهم غصب عن عين رغبتنا
تعبنا من بلاوينا أحد ضيق وأحد مقهور
وكلا غارق بهمة وفي الآخر تشتتنا
وأنا ما أقول غير ألا ياليت أن الزمن يدور
ويرجع للورى فترة نعدل وضع عيشتنا
ألا ياليت الزمن يرجع ورى والليالي تدور
ويرجع وقتنا الأول وننعم في بساطتنا
ملحوظة الكلمات : للشاعر فيصل اليامي
أسال الله العظيم لنا ولكم العفو والعافية وأن يُحسن ختام
أيامنا وأعمالنا ولكم خالص تحيــــــــاتى